مثل سربٍ من يمامٍ حين يدنو

من حدودِ القلبِ يعلو فيه لحنُ

لحنُ اسئلة—

والسؤالُ هو السائلُ

— حسين البرغوثي

كما يركبُ الطفلُ فهدًا عليكَ بأن تركب خوفك

فَقَدرْ

من لا يستألف الخطر

أن يحيا خائفًا

— حسين البرغوثي

ومع أنَّ كلًّا يحاول أن يفلت منه

كما من سجنٍ يحتجزه ويقتله،

فإنّ خارقًا عظيمًا ما فتئ يتحقق عبر العالم،

وبامتلاءٍ أحس أنا به: كلُ حياةٍ تُعاش.

من يعيشها يا ترى؟ أهي الأشياء

التي، كألحانٍ لم تُعزف،

تنتصب في المساء كأنما على أوتار قيثار؟

أهيَ الريحُ تصخبُ فيها المياه،

أم هي الأغصانُ تتنادى؟

أهيَ الأزهار تنسجُ عطورًا،

أم الشوارع الطويلةُ الهرمة؟

أهي الحيواناتُ الساخنةُ تسلكُ طريقها؟

أم الطيور الشاعرةُ في طيرانها بالاغتراب؟

من يعيشها يا ترى؟

— راينر ماريا ريلكه

أطفِئ عينيَّ: وسأبصرك،

أغلق أذُنيَّ: وسأسمعك،

بلا قدمينِ سأعرفُ أن آتي إليك،

وبلا فمٍ سأقدرُ أن أتضرعَ لك.

إقطع ذراعيّ: وسأمسكُ بك

بقلبي كما بيدين،

أوصد قلبي وسينبضُ دماغي،

أشعلِ النار في دماغي هذا

وسيحملك دمي.

— راينر ماريا ريلكه

والريح تنتزعُ العالم

من حواسِّكَ كأوراقٍ ذابلات.

— راينر ماريا ريلكه

إحتمِل كل ما يحدُثُ: الجميلَ أو المرعب.

يكفي السّير: لا شعورَ هو الأبعد.

— راينر ماريا ريلكه

لكني أعلم أنّي أنا أيضًا مصنوعٌ من الحنين.

— راينر ماريا ريلكه

كل ما فيّ ينهمرُ ويتبدّد

كالرّمل ببن الأصابع.

ها أنا أستضيفُ فجأةٌ حواس كثيرة،

لكلِّ منها ظمؤها المتفرّد.

وفي مواضعَ منّي جمّة،

أحسّ بالورَم وبالآلام.

في صميمِ قلبي بخاصة.

أشتهي أن أموت. دعني وحدي.

إخالُ أنّني سأجِد

من الضّيقِ ما يكفي

لينفرطَ نبضي.

— راينر ماريا ريلكه

أُحب ساعاتِ كيانيَ المظلمة

التي تتجذرُ فيها حواسي؛

فيها أبصرتُ، كما في رسائلَ قديمة،

أيّام حياتي وقد عيشت من قبلُ،

نائيةٌ وذابلةٌ كَخُرافة.

منها أعرفُ أنّي أمتلكُ فضاءٌ

لحياةٍ أُخرى شاسعةٍ تسكنُ خارجَ الزمان.

أحيانًا أكونُ بالغَ الشبَه بشجرة

يانعةٍ توشوشُ أعلى قبرٍ

وتواصلُ الحلمَ الذي كلن الفتى المتوفّى

(الذي تحاصره جذورها اللاهبة)

قد بدَّدَه في الأغاني والأحزان.

— راينر ماريا ريلكه

كنتُ بالأمس ناعمةٌ مثلُ صغير:

وكان أدنى شيءٍ يملأني قلقًا.

الآن غادرتني المخاوف،

خوفٌ واحدٌ ما برحَ يَلهب خدَّيّ:

أنا أخشى مشاعري.

— راينر ماريا ريلكه